أسماء الإشارة
  النوع الثاني في أحكامها الخاصة: وهي ما تختص كل نوع منها على انفراده وقد قدمنا في كل واحد ما فيه مقنع وكفاية فهذا هو الكلام في المضمرات.
القسم الثاني من المبنيات: المبهمات
  (قال الشيخ: فصل. وأما الأسماء التي لا ظاهرة ولا مضمرة وهي القسم الثالث من أقسام الأسماء وهي أسماء الإشارة وهي خمسة (ذا، وتا، وذان، وتان، وأولى). فهذه من حيث وصفت ووصف بها وصغرت أشبهت الأسماء الظاهرة، ومن حيث بنيت واختلفت صيغها ولم يفارقها تعريف الإشارة أشبهت المضمرات فصارت بينهما وقد يكون مع الإشارة تنبيه مثل (هذا، وهاتا) وقد يكون معه خطاب مثل (ذاك، وتاك) وقد يكون معه الأمران جميعا مثل هاذاك وهاتاك، وكلها مبنية، وكلها معمولة، وقد تكون هي عاملة في (الحال) بخلاف المضمر مثل (هذا زيد واقفا) و (هذه هند واقفة)، وكلها معارف).
  قال السيد الإمام:
  قبل الخوض في خصائص هذا القسم نذكر الكلام في حقيقة أسماء الإشارة والعلة في بنائها ولغاتها فهذه أمور ثلاثة.
  أولها: حقيقة اسم الإشارة؛ وحقيقته (ما وضع للدلالة على الحقيقة المشار إليها).
  لا يقال: إن هذا الحد يفضي إلى الدور، لأنكم ذكرتم فيه لفظ المشار إليه ومن أشكل عليه الإشارة أشكل عليه المشار إليه فكان دوراً محضاً لأنا نقول ليس بدور على الحقيقة؛ لأن المشار إليه معلوم مفهوم للعقلاء لاشك فيه ونحن جعلناه تفسيراً للاسم الموضوع للإشارة في أصل اللغة فلا يكون دوراً.
  وثانيها: في لغاته، فأما (ذا) فليس فيه إلا لغة واحدة، وهي (ذا) فقط وأما (تا) ففيها لغات ست (تا، تي، ته، ذه، تهي، ذهي) وأما (ذان) ففيه لغتان تخفيف النون وتثقيلها.