الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

صلة الموصول

صفحة 234 - الجزء 1

  القسم السادس: (ذو) الطائية في نحو قوله (لأنتحين العظم ذو أنا عارقه) فهذه صيغ الموصولات كلها مستوية في الحاجة إلى التتمة والتكملة بصلاتها وعوائدها، لنقصانها.

  وأما الموضع الثاني: وهو في ذكر صلاتها فاعلم أن (الذي) وضع وصلة إلى وصف المعارف بالجمل، فمن حق الجملة التي توصل بها أن تكون معلومة للمخاطب، كقولك لمن لا يعرف زيد (هذا الذي مر بالأمس) فتوضحه بالصلة لما كانت معلومة للمخاطب، وجملة ما توصل به الموصولات من الجمل خمس:

  الجملة الابتدائية: في نحو قولك: (مررت بالذي أبوه منطلق) والفعلية في مثل قولك (أعجبني الذي انطلق (أبوه) والشرطية: في نحو قولك (هذا الذي إن تعطه يشكرك) والظرفية: في مثل (الذي عندك يعجبني) والحرفية: في نحو قولك (أعجبني الذي في الدار) فصارت الجمل خمساً كما ترى من حيث التفصيل، وإلا فالتحقيق أنها ليست إلا جملتين اسمية وفعلية، فأما الشرطية والظرفية والحرفية فمندرجات تحت الجملة الفعلية، وهذه الجمل تنزل منزلة الجزء من الموصول، ولهذا فإنه لا يحسن الفصل بينه وبينها بأجنبي، وأما الألف واللام في اسمي الفاعل والمفعول فإنهما لا يوصلان إلا بالمتفرد لأن لهما شبهاً بلام التعريف، فمن ثم كان دخولهما على المفرد كلام المعرفة في نحو الرجل والغلام، ومن حق الصلة والموصول أنه لا يجوز الاقتصار على أحدهما دون الآخر؛ لأنهما قد صار كالكلمة الواحدة، فمن ثم لم يجز الاقتصار.

  وأما الموضع الثالث: وهو في حكم العائد من الصلة إلى الموصول. فاعلم أن الصلة لما كانت أجنبية عن الموصول لم يكن بد من الضمير ليربط بينهما، ألا ترى أنك إذا قلت (يعجبني الذي الأب منطلق) لم تجد بينهما ملاءمة لإنقطاعهما بخلاف ما إذا قلت (يعجبني الذي أبوه منطلق) فإنك تجد بينهما ملاءمة ومقاربه لأجل الضمير الراجع إلى الموصول.

  ووقوعه على ثلاثة أوجه.