الحروف الناصبة
  (قال الشيخ ومنها تسعة أحرف تنصب الفعل المستقبل وهي (أن) الخفيفة المصدرية إذا كان قبلها فعل طمع أو إشفاق، و (لن) على كل حال، ومعناها نفي المستقبل و (إذا) إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها ولم يكن معها حرف عطف ولم يكن الفعل فعل حال ومعناه والجواب الجزاء و (كي) على كل حال ومعناها الغرض، و (حتى) إذا كانت بمعنى (كي) أو (إلى أن) و (الفاء) إذا كانت جوابا لاستفهام أو أمر أو نهي أو جحد أو عرض أو تمن أو تحضيض أو دعاء و (الواو) إذا كانت جواباً بمعنى الجمع، و (أو) إذا كانت بمعنى إلى أن، و (اللام) في الموجب غيره. كل هذه إذا كانت على هذه الصفة المخصوصة تنصب الفعل المستقبل من نحو (أريد أن تفعل) و (لتفعل)).
  قال السيد الإمام:
  قبل الخوض في خصائص هذه الأحرف نذكر الكلام في العلة في كونها عاملة، فنقول: أما الحروف التي عاملة بنفسها (فأن، ولن، وإذن، وكي) فالعلة في إعمالها أن (أن) الخفيفة مشبهة (لأنَّ المشددة) من جهة لفظها ومعناها، فلفظها ظاهر، ومعناها فمن حيث إن المصدر ينسبك منهما جميعا، فلهذا عملت ثم حمل سائر أخواتها عليها لاشتراكها جميعاً في أنها تصرف الفعل إلى الاستقبال وتمحضه له.
  وأما الحروف التي هي غير عاملة بأنفسها كـ (الواو والفاء وأو وحتى واللام) فإنها إنما عملت بإضمار (أن) كما سنقرره بعد إن شاء الله تعالى: فهذا هو الوجه في عملها ونصبها للفعل، فإذا عرفت هذا، فاعلم أن كلام الشيخ هاهنا قد اشتمل على موضعين: الأول: في ذكر الحروف العاملة، بأنفسها، والثاني: في بيان الحروف العاملة بواسطة غيرها.
  أما الموضع الأول: وهو في ذكر الحروف العاملة بأنفسها وهي أربعة (أن، ولن، وإذن، وكي) ونحن نذكرها واحدة واحده ونشرح أحكامها.
  (فان): معناها المصدر ولا خلاف أنها عاملة بنفسها لما ذكرنا، وهي تقع على أربعة أوجه مخففة من الشديدة في مثل قولك (علمت أن سيقوم زيد) وقد ذكرناها. ومصدرية: نحو قولك (يعجبني أن تقوم). وزائدة: في مثل قوله تعالى {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ