الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

حروف الاستفهام

صفحة 320 - الجزء 1

  تقول (زيد لسيقوم) وقد منع أهل الكوفة من دخول اللام في (سوف) وليس بشيء لقوله {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ}⁣[الضحى: ٥] و {لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ٦٦}⁣[مريم].

  (قال الشيخ: ومنها ثلاثة للاستفهام وهي الهمزة وهل وأم، وما عداها مما يستفهم به فاسم، وليس بحرف).

  قال السيد الإمام:

  اعلم أن طاهراً قد جعل حروف الاستفهام هاهنا ثلاثة، عد من جملتها (أم) ولم أعلم أحداً من النحاة جعل (أم) من حروف الاستفهام، إلا ما يحكى في ذلك عن الزجاج، ولكنها حرف عطف كما قدمنا شرحه. والذي غره من ذلك أنه لما رآها ملازمة لهمزة الاستفهام في العطف بها ظن أنها من جملة حروف الاستفهام، (وهذا خطأ، فإنه لاحظ لها في الاستفهام، وإنما العبرة بالهمزة في تأدية معنى الاستفهام) والمعتبر (بأم) في العطف فإذن الصحيح أنه ليس للاستفهام إلا حرفان، وهما (الهمزة وهل) فإذا عرفت هذا فالكلام قد اشتمل على موضعين: الأول: في ذكر معنى (الهمزة و هل) والثاني: في كيفية دخول الحروف على الجمل في التغيير وتركه.

  أما الموضع الأول: وهو في ذكر معنى (الهمزة وهل) أما الهمزة فمعناها الاستفهام وتختص بأحكام ثلاثة أولها: أنها تدخل على الجملة الاسمية في نحو قولك (أزيد قائم؟) وعلى الجملة الفعلية في مثل (أقام زيد؟) ولا تدخل (هل) إلا على الجملة الفعلية، فتقول (هل خرج زيد؟) و استقبحوا (هل زيد خرج؟).

  وثانيها: أن (الهمزة) تدخل على (الواو والفاء وثم) في مثل قوله تعالى {أَوَكُلَّمَا}⁣[البقرة: ١٠٠] وقوله تعالى {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ}⁣[هود: ١٧] وقوله تعالى {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ}⁣[يونس: ٥١] ولا يحسن ذلك في (هل).