الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

حروف التأنيث

صفحة 321 - الجزء 1

  وثالثها: إن الهمزة تقع للإنكار في مثل قولك (أتضرب زيداً وهو أخوك؟) ولا تقع (هل) هذا المواقع، وأما (هل) فقد قال سيبويه: إنها بمعنى (قد) والأصل (أهل جاء زيد) ولكنهم التزموا فيها طرح همزة الاستفهام فلهذا عدت من حروف الاستفهام وقد جاء على الأصل قوله:

  سائل فوارس يربوع بشدتنا ... أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم

  وأما الموضع الثاني: وهو في كيفية دخول حروف المعاني على الجمل الابتدائية فاعلم أنها في التغيير وتركه على أربعة أقسام:

  أولها: مالا يغير لفظاً ولا معنى، وذلك نحو (لام الابتداء، و واو الحال) في مثل قولك (لزيد قائم) و (جاء زيد والشمس طالعة).

  وثانيها: ما يغير اللفظ دون المعنى، وذلك نحو (إنّ ولكن) فإنهما لا يغيران إلا اللفظ، ومعنى الابتداء باق فيهما، ولهذا جاز العطف على مواضعهما بالرفع كما شرحناه آنفاً.

  وثالثها: ما يغير المعنى دون اللفظ، وذلك نحو حرفي الاستفهام في مثل قولك (أزيد قائم؟ وهل زيد قائم؟) ورابعها: ما يغير اللفظ والمعنى جميعاً، وذلك نحو (ليت ولعل) فتفيد اللفظ ظاهر وتغير المعنى أنها أخرجته عن معنى الابتداء إلى معنى التمني والترجي، فهذا هو الكلام في حروف الاستفهام، فأما ماعدا هذين الحرفين مما يستفهم به فهو من جملة الأسماء، وقد مضى شرحه.

  قال الشيخ: ومنها ثلاثة للتأنيث وهي التاء والألف المقصورة، والألف الممدودة).

  قال السيد الإمام:

  أعلم أنا قبل الخوض في خصائص هذه الأحرف، نذكر الكلام في حقيقة المؤنث، وحصر علامات التأنيث، أما حقيقته المؤنث فهو ما لحق آخره (ألف أو تاء) في مثل (حبلى وحمرا وقائمة وقاعدة) وأما حصر علامات التأنيث فالصحيح أنه ليس له إلا علامتان إحداهما: التاء في نحو (أمرأة قائمة). وثانيهما: الألف في مثل (حبلى) و (طرفا) وقد عد الزمخشري في مفصله الياء في نحو (هذي) من علامة