حرف النسب
  العلمين غلبا على هذين النجمين، فجعلوا اللام فيها لازمة لأنها أمارة للغلبة، وغير اللازم على وجهين، صفة ومصدر، فالصفة في نحو قولهم (المظفر والعباس) وما شاكلهما، والمصدر نحو (الفضل والعلام) فهذه أقسام تعريف اللام على ما ذكرناه.
  (قال الشيخ: ومنها حرف للنسب وهي الياء المشددة في نحو قولك (تميمي وبصري)).
  قال السيد الإمام:
  اعلم أن هذا الباب لم يذكره الشيخ في كتابه، وهو باب كثير الدور، فنرى أن نشير فيه إلى نكتة مشتملة على مواضع ثلاثة. الأول: في حقيقة المنسوب وبيان وجوه المشابهة بين ياء النسبة وياء التأنيث، والثاني: في قسمته، والثالث: في ذكر أحكامه.
  أما الموضع الأول: وهو في حقيقته (فهو الاسم الملحق بآخره ياء مشددة مريدة) وقولنا مشددة احترار من الخفيفة في مثل (ظبي ورمي) وقولنا (مريدة) احترازا عن مثل (قصي وولي) فإن هذه مشددة وليست للنسبة لما لم تكن مزيدة لأن إحداهما هي لام الكلمة مدغم فيها فهذا هو معنى المنسوب.
  وأما وجوه المشابهة بين (ياء) النسبة و (تاء) التأنيث فهي حاصلة من وجوه أربعة.
  أولها: أن النسبة منقسمة إلى حقيقية وغير حقيقية، كما أن التأنيث منقسم إلى حقيقي وغير حقيقي كما قدمناه.
  وثانيها: أن النسبة تدخل للفصل بين الواحد والجمع كقولنا (رومي وروم مجوسي ومجوس). كما أن تاء التأنيث تكون للفصل بين الواحد والجمع في نحو (شعيرة وشعير).