الفصل الثالث الحروف التي تعمل على صفة ولا تعمل على أخرى
الفصل الثالث الحروف التي تعمل على صفة ولا تعمل على أخرى
  (قال الشيخ: وأما الحروف التي تعمل على صفة ولا تعمل على أخرى فهي تسعة، منها سبعة للنداء وهي: يا، أيا وهيا، واي، وآ، والهمزة، والواو، فهذه إذا وليها المفرد المعرفة، والمقصود النكرة كان مضموماً مثل يا زيد ويا رجل إذا أقبلت عليه، وإذا وليها المضاف أو الاسم الطويل أو النكرة التي ليست بمقصوده كان منصوبا مثل يا عبد الله ويا طالعا جبلا، ويا رفيقا بالعباد، ويا رجلا ويا غلاماً إذا لم تعين شخصا بعينه).
  قال السيد الإمام:
  اعلم أن الشيخ قد قسم الحروف إلى ثلاثة عاملة، وغير عاملة، وتعمل على صفة ولا تعمل على أخرى، وجعل مثال هذا القسم الثالث (ما ولا) وحروف النداء، وهذا التقسيم خطأ لأمرين. أما أولاً: فلأنا نقول لم جعلت هذه الحروف قسماً ثالثاً؟ هل لأن فيها لغتين (فلا) وحروف النداء ليس فيها لغتان، أو لأنه قد يعرض لها ما يبطل عملها فقد يعرض (لأنَّ وأنَّ ولكنَّ) ما يبطل عملها فلم لم تعدها في هذا القسم لأجل ما عرض فيها؟
  وأما ثانياً: فلأن المختار أنها معدودة في قسم الحروف العاملة لكن قد عرض لها ما يوجب بناء متعلقاتها كما تقول في مثل (لا رجل، ويا زيد) ويعرض لها ما يبطل عملها كما في {لَا فِيهَا غَوْلٌ}[الصافات: ٤٧] و (ما إن زيد قائم) وليس يلزم إذا عرض لها ما يوجب البناء في متعلقها أو عرض ما يبطل عملها تعد قسماً ثالثاً كسائر الحروف العاملة كما قدمنا شرحه، فظهر بما قلناه ضعف كلام الشيخ، وأنه لا معنى لعدها قسماً ثالثاً. فإذا عرفت هذا، فاعلم أن حروف النداء قد اشتملت على ذكر فائدتين.
  الفائدة الأولى: في ذكر معاني حروف النداء ومعناها التصويت بالمنادى وهي في ذلك على ثلاث مراتب. الأولى: منها (موضوع لنداء البعيد، ومن هو بمنزلته من نائم وساه، وهي ثلاثة (يا وأيا وهيا)). والثانية: موضوع لنداء