الأسماء المرفوعة غير الحقيقية
  الرفع وإنما كان حقه الرفع؛ لأن الرفع في نفسه هو أول المخارج وأسبقها، والفاعل هو أول الأشياء، وهو سابق على فعله وهو متقدم عليه، فلما كان الفاعل سابقاً سبق وأخذ أول المخارج؛ فلهذا كان الرفع مستحقاً للفاعل.
  والنوع الثاني: غير الحقيقية وهي أربعة أولها المبتدأ والخبر، ووجه شبههما بالفاعل. أما المبتدأ فمن حيث أنه مسند إليه، كما يسند إلى الفاعل، وأما الخبر فوجه شبهه له أنه جزء ثان للجملة كما أن الفاعل جزء من الجملة.
  وثانيهما: اسم (ما) و (لا) المشبهين بليس ووجه شبههما بالفاعل أن مرفوعهما كمرفوع ليس لمكان مشابهتهما لها في النفي. وثالثهما خبر إن وأخواتها، ورابعها: خبر (لا) لنفي الجنس ووجه مشابهتهما للفاعل أن (إنّ) مشبهة للفعل الماضي، فكان مرفوعها كمرفوعه وأما (لا) فمحمولة على (أنّ) فعملت عملها فهذه المرفوعات المشبهة كلها ملحقات بالفاعل على سبيل التشبيه والتقريب. ثم المرفوعات الحقيقية وغير الحقيقية في أنفسها متواخية. فالفاعل واسم ما لم يسم ف فاعلة واسم كان وأخواتها كلها متواخية لاشتراكها في إسناد الفعل إليها وتقدمه عليها، والمبتدأ والخبر أخوان لأنهما كلاهما مرفوعان بعامل معنوي، وكل واحد منهما هو الأخر، واسم (ما) ولا المشبهتين بليس أخوان لأنهما هما المبتدأن في الحقيقة قبل دخول العوامل عليهما، وخبر (إن) وأخواتها وخبر (لا) لنفي الجنس أخوان لأنهما في الحقيقة خبران للمبتدأ قبل دخول (إن ولا) فصارت متواخية كما ذكرنا.
  القسم الثاني من المرفوعات:
  الفعل المضارع المرفوع: الفعل المضارع وهو مرفوع بعامل معنوي، وقد ذكرنا وجه إعراب الأفعال وأنه بالمشابهة، وذكرنا وجه الشبه فلا وجه لإعادته. فهذه جملة المرفوعات الحقيقية والمشبهة بالحقيقية، قد عددناها والكلام على كل واحد منها قد أخره الشيخ إلى فصل العامل، وسنذكره في العامل إن شاء الله تعالى.
  وأما المواضع الرابع: وهو في حصر المضمومات المبينة، فاعلم أن ماعدا ما قدمنا ذكره من المرفوعات فهو مبني على الضم، وليس بمرفوع، وقد قدمنا حقيقة المبني، وذكرنا أسباب البناء، وألقابه فلا فائدة في إعادته، والذي نذكره هاهنا جملة ما بني على الضم وهي أنواع أربعة:
  أولها: المنادى المقصود في النكرة، والمعرفة نحو (يا رجلُ ويا زيدُ) وإنما بني هذان على الضم، لأنهما لو بني على الكسر لا التبس بالمضاف إلى النفس، ولو بني