أحكام الحال
  والمقدرة بالمنتقل في مثل قولك (لقيت زيداً صائداً غداً) فليس بصائد في حال لقائه، ولكنه مقدراً للصيد عازم عليه غداً، فأما (الموطئة فقد مثلها بقوله تعالى {مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا}[الأحقاف: ١٢].
  ومعنى توطئتها هو أن لساناً اسم جامد فلما وصف بالمشتق تقرب من الإشتقاق، وكان الوصف موطئاً له عن جموده، ولم أعرف أحداً من النحاة ذكر الحال الموطئة سواه، ولقد كان له غنية عن ذكرها إما بكونها منتقلة كسائر الأحوال، وإما بانتصاب لساناً على المفعولية على المدح من غير حاجة إلى التوطئة).
أحكام الحال:
  الفائدة الثالثة: في ذكر أحكامها، ولها أحكام خمسة، أولها: من حقها أن تكون نكرة، وإنما التزم ذلك لأنها خبر في المعنى، فلهذا وجب تنكيرها، فأما قولهم (أرسلها العراك ومررت به وحده) يتأول على معتركة ومنفرداً.
  وثانيها: أن من حق صاحب الحال أن يكون معرفة وإنما لزم ذلك؛ لأن الحال من الأمور الإضافية فلا يمكن تعقل حقيقتها إلا بعد معرفة ما أضيفت إليه، فلهذا وجب تعريف صاحبها.