الأفعال الناقصة
  الفائدة الأولى: في وجه إعراب الأفعال اعلم أنا قد ذكرنا من قبل أن الإعراب في الأفعال ليس بأصل وإنما هو دخيل، لأجل مشابهتها بالأسماء، وأن أصل الإعراب إنما هو للأسماء و قد مضى تقريره.
  الفائدة الثانية: في بيان استحقاق الفعل المضارع للرفع، اعلم أن الإعراب إنما وجب للفعل المضارع بمشابهته الاسم، وكان الجر لا يدخل الأفعال بحال، والنصب والجزم قد حصلا فيه بالعامل فيهما، فلما تعذرت هذه الأمور وجب الرفع له بعامل معنوي، وحقيقة المعنوي آيلة إلى أمرين أحدهما: تجرده عن العوامل اللفظية، وثانيهما: مشابهته للاسم، فلأجل هذين الأمرين استحق الرفع فلذلك وجب رفعه، فهذا هو تقرير الكلام في العامل المعنوي بحسب مقصدنا في هذا الباب.
  التقسيم الثاني: في العوامل اللفظية وهو مشتمل على عشرة أنواع.
  النوع الأول: الأفعال الناقصة:
  (قال الشيخ: وأما الأفعال فكلها عاملة وهي في عملها على ثمانية أنواع منها نوع يرفع الاسم وينصب الخبر، وذلك ثلاثة عشر فعلا مع ما حمل عليها وهي (كان وأصبح وأمسى وأضحى، وظل، وبات، وصار، ومازال، وما انفك، وما فتئ، وما برح، وما دام، وليس) والذي حمل عليها: (جعل، وطفق وكرب، وأخذ، وكاد، وعسى). ويحكم أبداً على مواضع أخبار هذه الأفعال بالنصب وإن لم يظهر في لفظه غالباً، والثلاثة عشر يظهر