موضوع علم الخط
  والاصطلاح)، فقولنا تصوير أشكال الحروف على هيئة يعم جميع ما يتضمنه الخط من القلب كقولنا (دعا) و (رمى) والنقل كقولنا (شاكي ولاثي) في (شائك ولائث) والحذف في مثل (عدة ومقة) والزيادة كمنطلق ومقتدر) وسائر ما يعرض للحروف فكل هذه الأمور هيئات عارضة للألفاظ، وقولنا يقتضيها الرسم والاصطلاح يعم جميع التعبيرات النقلية السمعية والقياسية النظرية، فالنقلية هي الرسوم التي وجدت مكتوبة في مصحف عثمان - ¥، فإن الكتاب كلهم أئمة الأدب وجميع مجمعون على أنه لا يجوز مخالفتها ويجب إتباعها، سواء كانت مخالفة للقياس أو موافقة، وهذا مثل حذف الياء الأصلية في الخط في مثل {يَوْمَ التَّنَادِ ٣٢}[غافر] و {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ٩}[الرعد] وقوله {بِالْوَادِ}[طه: ١٢] ومثل حذف ياء الإضافة في مثل (نكير، ونذير، وحق وعيد) ومثل حذف ياء المفعول في (دعان، واتقون، وهدان) ونحوه فهذه الأمور يجب إتباعها ولا يجوز مخالفتها، والقياسية هي الأمور التي وقع عليها الاصطلاح من النحاة والكتاب وسائر الأدباء فإنها مبنية على ما يقتضيه قياس التخفيف كما سنوضحه، فهذا هو الكلام في حقيقة الخط ومعناه.
  وأما موضوعه، فاعلم أن موضوع الخط وعلم الكتابة هو الحروف العربية وهي التسعة والعشرون حرفاً، لأن تصرف الكتاب في جميع أحوال الكتابة لا يتعداها ولا يخرج عنها ونظرهم مقصور عليها، وهي كالخشب للنجار في تحكيم