في الحذف
  الحالة الثانية: حالة الانفصال، وتنفصل في مواضع ثلاثة:
  أولها: مع (إن) إذا كانت مخففة من الثقيلة في مثل قولك (علمت أن لا يقوم) والمعنى أنه لا يقوم. قال الله تعالى {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}[المائدة: ٧١] على قراءة من قرأها بالرفع. وثانيها: (لو) في مثل قولك (لولا علي لهلك عمر). وهو إذا كان معناها امتناع الشيء لوجود غيره أو كانت لغيره من المعاني وثالثها: إذا كانت زائدة كقوله تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}[فصلت: ٣٤] أو لغير ذلك من المعاني كالنفي والنهي وغيرهما.
  الصيغة الثالثة: (ها) ولها حالتان:
  الحالة الأولى: حالة الاتصال، ولها موضعان تتصل بغيرهما فيهما في الخط:
  أحدهما: مع (ذا وتا) في هذا وهاتا وفي هؤلاء. وثانيهما: في (هلم) لأنها مركبة عند البصريين من (ها) التي للتنبيه مع (لم) فكتبت فيها متصلة.
  الحالة الثانية: حالة الانفصال وذلك في موضعين:
  أحدهما: مع (ذا وتا) إذا اتصل بهما الخطاب في مثل قولك (هاذاك وهاتاك وهاؤلائك). وثانيهما: مع إن في مثل قولك (ها إن ذا زيد (قائماً)، و (ها إن تاهند واقفة) فهذه جملة مواضع الاتصال والانفصال في هذه الأحرف الثلاثة.
  الفصل السادس في الحذف:
  (قال الشيخ: فصل، وأما الحذف فأكثر ما يكون مع حرف المد واللين والحروف المضاعفة إذا كانت من كلمة واحدة مثل (كر، وبر، وشد ومد)، فإن كان التضعيف من كلمتين لم يحذف منه شيء مثل (اللحم واللبن)، إلا (الذي والتي والذين) في الجمع فإنه يكتب بلام واحدة، لأن الصلة في الموصول قد صار كالشيء الواحد وأمن اللبس فإن كان (الذي والتي) مثنى كتب بلامين فرقاً بين التثنية والجمع، تقول (رأيت اللذين قاما)، (واللتين خرجتا)، وحروف المد واللين مثل الألف المحذوفة من (آدم وآخر)، ومثل الواو المحذوفة من (داود، وطاوس، ويقرؤن)، تكتب بواو واحدة كراهية للجمع بين واوين الأولى منهما مضمومة، فإن كانت الأولى مفتوحة ثبتت الواوان مثل (استووا، وغووا، وشووا)، ولم يخرج من القسم الأول إلا قولهم (القوم ذوو مال)، فإنهم كتبوه بواوين الأولى منهما مضمومة لئلا تلتبس بالواحد، وحذف الياء من