فضل علم العربية
  وفهم معاني كتاب الله تعالى وفوائده، والطريق المؤدية إلى تحصيله تكون بإحكام أصوله وتقديم الأهم فالأهم من فصوله. والأهم منها معرفة عشرة أشياء وهي: الاسم، والفعل، والحرف، والرفع والنصب والجر والجزم، والعامل، والتابع، والخط).
  قال السيد الإمام:
  كلام الشيخ هاهنا مشتمل على مواضع أربعة:
  الأول: في فضل علم العربية.
  والثاني: في تفسير لفظ النحو ومعناه والغرض به والطريق إلى تحصيله.
  الثالث: في ذكر حقيقة الكلمة والكلام.
  الرابع: في ترتيب أبواب علم العربية.
  أما الوضع الأول: وهو في فضل علم العربية. فاعلم أن فضل علم العربية يظهر من أوجه خمسة:
  أولها: أن شرف العلم يحصل بشرف معلومة، ولاشك أن الغرض الأهم والمقصود الأعظم من علم العربية، هو الإطلاع على معرفة كتاب الله وسنة رسوله ÷، والوصول إلى معانيهما واقتباس الأحكام منهما، واستنباط الأسرار الدقيقة عنهما وهذا لا يمكن الوصول إليه على حقيقته إلا بعلم العربية.
  وثانيها: حاجة سائر العلوم إليه وذلك أن العلوم منقسمة إلى دينية وغيرها. فأما غير الدينية فلا حاجة بها إليه، وأما الدينية فحاصلها أربعة: الأصول والفروع والتفاسير والأخبار.
  وافتقار كل واحد من هذه العلوم إلى علم العربية بين لا يدفع، ومكشوف لا يقنع، إذ هو الأساس الذي تنبني عليه، والأصل الذي تعتمده وتستند إليه.
  وثالثها: شدة الحاجة إليه، وذلك لأن أكثر الخلق مفتقرون إليه في جميع أحوالهم في محاوراتهم، وعقودهم ومناظراتهم، وتدريسهم وكتاباتهم، فهم مهتدون بمنارها، مقتفون لآثارها.