الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

تتجلى أهمية الإعراب في جملة (ما أحسن زيد)

صفحة 197 - الجزء 1

  هاهنا اسم من أفعل التفضيل وهو مرفوع لأنه خبر المبتدأ وهو (ما) و (زيد) مجرور بإضافة أحسن إليه، كأنه قال: أي أوصاف زيد أزيد في الحسن وهذا الكلام يفتقر إلى جواب لأنه استعلام واستخبار.

  وإذا أردت التعجب قلت: (ما أحسن زيداً!) فما هاهنا اسم مبهم وهو في موضع رفع بالابتداء، (وأحسن) فعل ماضي غير منصرف، وفيه ضمير يرجع إلى (ما) و (زيد) منصوب على المفعولية، وهذه الصيغة جارية مجرى المثل، لا يجوز تغيرها بحال في تثنية ولا جمع كما سيجيء مشروحاً في موضعه إن شاء الله تعالى، والمعنى فيها إظهار الإعجاب بزيد واستظراف لمعانيه.

  فانظر كيف دلت هذه الصيغة على هذه المعاني الثلاثة، بحسب اختلاف إعرابها فنكتسب من مطلق الألفاظ دلالتها على معانيها المفردة، (فما) موضوعة للنفي و (أحسن) دال على الماضي، و (زيد) لهذا الإنسان المعلوم، ونكتسب من الإعرابات الثلاثة المعاني المختلفة، كالنفي والاستفهام والتعجب فحصل من هذه الصيغة الدلالة الإفرادية والدلالة الإعرابية كما ذكرنا.

  وأما الموضع الثاني: وهو في كيفية استعمال الأسماء الظاهرة العشرة في جوامع هذه الأنواع الثلاثة من الإعراب.

  فقد قدمنا القول فيما يدخله كل واحد منها من الإعراب، وما يتعذر فيه، وما يكون إعرابه بالحروف، وما يكون إعرابه بالحركة. فاستعملها في كل باب على حد ما يليق به من الإعراب. فإن استعملتها من الباب الأول أعني باب (فلس) دخلها الإعراب وتابعه وهو التنوين، وإن استعملتها في الباب الثاني وهو باب (غلام الرجل) وما أشبهه لم يدخله التنوين، وإن استعملتها في باب غير المنصرف لم يدخله التنوين والجر، وإن استعملتها في باب (الزينبات) نقص النصب وإن استعملتها في باب (القاضي) نقص الرفع والجر، وإن استعملتها في باب (العصا) نقص الإعراب كله إلا التنوين وإن استعملتها في باب (حُبلى) لم يدخله شيء من الإعراب والتنوين وإن استعملتها في باب (الأخ) وما أشبهه أعربتها بالحروف، وإن استعملتها في التثنية أعربتها بالحروف وهكذا الكلام في جمع السلامة تستعملها على ما ذكرنا، وحكم كل شيء بما يقتضيه أصله، فهذا هو الكلام في الأسماء الظاهرة المعربة.