ضمير الشأن
  (زيد هو القائم) و (كان زيد هو القائم) وإن كان ما قبله منصوباً في مثل قولك (ظننت زيدا هو القائم) كان في موضع النصب، واستعير ضمير المرفوع للمنصوب، كما فعلنا ذلك في مثل مررت (بك أنت) (وبه هو) (وبنا نحن) من غير فرق، فهذا هو الكلام في حكمة إذا وقع فصلاً.
  وأما الموضع الثالث: وهو في حكمه إذا كان ضمير الشأن والقصة في مثل قولك (هو زيد قائم) فاعلم أن غرضهم بتقديم هذا الضمير على الجملة تعظيم القصة وتفخيمها لأن الشيء إذا كان مضمراً في أول الأمر ثم فسر كان له وقع في النفوس وفخامة، بخلاف ما لو كان ظاهراً مكشوفاً في أول وهلة، والبصريون يسمونه ضمير الشأن والقصة والكوفيون يسمونه ضمير المجهول، لأنه لم يسبق يفسره فكان مجهولاً.
  ثم ينقسم هذا الضمير إلى منفصل ومتصل في نحو قولك: (هو الأمير قادم)، (وهو عبد الله منطلق). والمتصل على نوعين: بارز ومستتر، فإن وقع في موضع الفاعل كان متصلاً مستتراً وإن وقع موقع المفعول كان متصلاً بارزاً. مثال الأول (كان زيد قائم) ومثال الثاني (وظننته زيد قائم)، (وإنه زيد قائمٌ) ويضعف حذفه إذا كان منصوبا ومنه قول الشاعر:
  إن من لام في بني بنت حسان ... ألمه وأعصه في الخطوب
  وقوله:
  إن من يدخل الكنيسة يوماً ... يلق فيها جآذراً وظباء