ضمائر النصب المنفصلة
  قال السيد الإمام:
  هذا النوع قد اشتمل على مواضع ثلاثة:
  الأول: في ذكر مراتبه كونه وقع منفصلاً، الثاني: في ذكر الخلاف بين النحاة في إياك، والثالث: في حكمه إذا وقع إغراء لمخاطب.
  أما الموضع الأول: وهو في ذكر مراتبه، فاعلم أن له ثلاث مراتب كما ذكرنا في جميع المضمرات. فالأولى منها للمتكلم وهي اثنان (إياي، وإيانا) والثانية للمخاطب وهي خمسة (إياك، وإياك، وإياكما، وإياكم، وإياكن). والثالثة للغائب: وهي خمسة أيضاً (إياه، وإياها، إياهما، إياهم، إياهن) وكلها نصوص كما قدمنا إلا اثنين منها فإنهما مشتركان بين المذكر والمؤنث وهما (إياكما وإياهما).
  وأما في وقوعه منفصلاً، فقد ذكرنا مواقع الاتصال والانفصال في الضمائر فلا معنى لإعادته. وانفصاله لا يخرج عن أحد الوجوه الخمسة التي قدمنا (لأن هذين المفعولين إن تأخرا وجب انفصالهما لحصول الفصل العرضي بالأول، وإن تقدما وجب الاتصال إذ لا فاصل هناك فنقول على الأول: (القائم أعلمت زيداً إياه) (والضارب أعلمت زيداً عمراً إياه) وتقول على الثاني (القائم علمته زيداً) (والضارب أعلمته زيداً بكراً) فتصله لما بطل الفصل بتقديمه إلى حيث فعله).
  وأما الموضع الثاني: وهو في ذكر الخلاف بين العلماء.
  في إياك وأخواتها: فاعلم أن لهم فيها مذاهب خمسة:
  المذهب الأول: أن إيا اسم مظهر، والكاف اسم مضمر في موضع جر بإضافة إيا إليه. وهذا هو مذهب الزجاج، ويعزى إلى الخليل بن أحمد وقد روي عن الخليل أنه مضمر أيضا وحكي عن العرب إذا بلغ الرجل الستين، فإياه وإيا الشواب. بجر الشواب وهذا يضعف لأمرين: