مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1075 - الجزء 2

  مع إقراره بنقصها فعليه الدليل، وفي المجموع من حديث علي # مرفوعاً: «ولا تقبل صلاة إلا بقرآن».

  وعن أبي الدرداء أن رجلاً سأل النبي ÷ فقال: أفي الصلاة قراءة؟ فقال: نعم، فقال السائل: وجبت. والحجة في تقرير قول السائل وجبت. وعن ابن مسعود أن النبي ÷ سئل أيقرأ في الصلاة؟ فقال ÷: «أتكون صلاة بغير قراءة» وهذان الخبران رواهما الرازي وقال: إنه نقلهما من تعليق الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وورد الأمر بالقراءة في حديث المسيء صلاته وسيأتي.

  الوجه الرابع: إجماع أهل البيت على وجوب القراءة وإجماعهم حجة.

  والحجة للقائلين بعدم الوجوب من وجوه:

  أحدها: أن الله تعالى أمر بالصلاة في آيات متعددة ولم يذكر القراءة، وقد ذكر الركوع والسجود والقيام⁣(⁣١) فلو كانت واجبة وجزءاً من ماهية الصلاة لذكرها.

  والجواب: أنا لا نسلم عدم ذكرها كما في الآيات السابقة، سلمنا فليست كل تفاصيل الأحكام ثابتة في القرآن وإنما بينها النبي ÷ بأقواله وأفعاله، وقد قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}⁣[الحشر: ٧] وقال: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}⁣[النحل: ٤٤].


(١) في قوله تعالى: {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} و {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨}. تمت مؤلف.