مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة
  الوجه الثاني: قوله ÷: «صلوا كما رأيتموني أصلي» رواه في الشفاء وأصول الأحكام، وأخرجه البخاري من حديث مالك بن الحويرث وأخرجه أحمد أيضاً، ووجه دلالته أنه جعل الصلاة مرئية والقراءة غير مرئية، فوجب أن تكون غير واجبة.
  والجواب: أن الرؤية هنا بمعنى العلم لأنها إذا تعدت إلى مفعولين كانت بمعنى العلم، ولأن الصلاة حركات وسكون وقد مر عن بعض المتكلمين أنهما لا يدركان بإحدى الحواس فتعين كون الرؤية بمعنى العلم.
  الوجه الثالث: أنه قول أمير المؤمنين # وقول عمر وابن عباس فتبعهم على ذلك من مشاهير علماء الإسلام من قد ذكرنا، وأيضاً فإن الصحابة قرروا عمر على قوله فصار إجماعاً منهم، وإذا ضممت إلى هذا قول أمير المؤمنين # كان صارفاً لما ظاهره الوجوب من الأدلة إلى الندب عند من يقول: إن قوله حجة.
  والجواب: أما الرواية عن أمير المؤمنين # فهي غير صحيحة لثبوت ما يقتضي الوجوب عنه، ولإجماع أهل بيته عليه(١) ولو ثبت عنه عدم الوجوب لما أجمعوا على خلاف قوله.
  وأما ما روي عن عمر فقال القرطبي: إنه منكر اللفظ، منقطع الإسناد، لأنه رواه إبراهيم بن الحارث التيمي تارة عن عمر وتارة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عمر، وكلاهما منقطع، وقد ذكره
(١) أي على الوجوب. تمت مؤلف.