مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1094 - الجزء 2

  فقال في متنه: إلا بفاتحة الكتاب فما زاد، قال ابن معين: وليس أحد يخالف سفيان الثوري - يعني في الحديث - إلا كان القول قول سفيان.

  قلت: والحديث قد مر من رواية جعفر بلفظ: «إلا بفاتحة الكتاب فما زاد».

  قال في (الروض): قد رواه يحيى بن سعيد القطان وهو من الحفظ والإتقان بالمكان الذي لا يخفى على أهل العلم، عن جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة عن النبي ÷: «بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد».

  قال الشوكاني: وليست الرواية الأولى⁣(⁣١) بأولى من هذه، وأيضاً أين تقع هذه الرواية على فرض صحتها بجنب الأحاديث المصرحة بفرضية فاتحة الكتاب وعدم إجزاء الصلاة بدونها.

  وأما قولهم: لو وجبت لوجب تعلمها. فقال الشوكاني: هذا ملتزم فإن أحاديث فرضيتها تستلزم وجوب تعلمها؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به واجب - كما تقرر في الأصول - وما في حديث المسيء لا يدل على بطلان اللازم؛ لأن ذلك فرضه حين لا قرآن معه، على أنه يمكن تقييده بعدم الاستطاعة لتعلم القرآن كما في حديث ابن أبي أوفى عند أبي داود والنسائي وأحمد وابن الجارود وابن حبان والحاكم والدار قطني: أن رجلا جاء إلى أن رحلاي النبي ÷ فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزيني في صلاتي، فقال: «قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله».


(١) يعني بالأولى التي احتج بها الحنفية. تمت مؤلف.