مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1102 - الجزء 2

  بقصار المفصل، ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل ويقرأ في الغداة بطوال المفصل، أخرجه أحمد والنسائي.

  قال في (الفتح): صححه ابن خزيمة وغيره، وقال في بلوغ المرام: إسناده صحيح، والحديث محمول على ما مر من أنه كان يطول في الأولى من الظهر أكثر من تطويله في الثانية، وإنما وصفت الثانية بالتطويل بالنسبة إلى غيرها، وأما تخفيف العصر فبالنسبة إلى الظهر، وأما الجزم بالمواظبة من النبي ÷ المستفاد من تشبيه صلاة هذا الإمام بصلاته ÷ فيعارضه ما سيأتي من التطويل فيها، وقد حمل بعضهم العموم المستفاد من لفظ (كان) على الغالب، لثبوت قراءته للسور الطوال والقصار في الصلوات كلها.

  قلت: ويمكن أن يكون الإمام المذكور مروان بن الحكم فإنه الذي كان يواظب على قراءة قصار المفصل بالمغرب، وأبو هريرة كان من المتصنعين إلى بني أمية، وقد تولى من جهتهم المدينة، وقد أنكر زيد بن ثابت على مروان.

  وفي (صحيح البخاري): حدثنا أبو النعمان، قال حدثنا: أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: قال سعد: كنت صلاة رسول الله ÷ صلاتي العشي لا أخرم عنها كنت أصلي بهم أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين، فقال عمر: ذلك الظن بك. قوله: صلاتي العشي تثنية صلاة، والعشي بفتح العين وكسر الشين المعجمة: الظهر والعصر.