مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1138 - الجزء 2

  فقد قضيت صلاتك وما انتقصت من ذلك فإنما نقصته من صلاتك» قال في (النيل): ولا مطعن في إسناده.

  وفي رواية لأبي داود من حديث رفاعة: «ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله».

  وفي رواية لأحمد وابن حبان: «ثم اقرأ بأم القرآن، ثم اقرأ بما شئت»، وهذا مبين لما أجمل في سائر الروايات⁣(⁣١).

  قال في (النَّيل): وفي رواية لأحمد وابن حبان والبيهقي في قصة المسيء صلاته أنه قال في آخره: «ثم افعل ذلك في كل ركعة»، وفي (البدر المنير) منسوباً إلى أحمد وابن حبان أنه قال: «ثم اصنع ذلك في كل ركعة»، ووجه الاستدلال به أنه قد وصف له ما يفعل في كل ركعة، وقد أمره بقراءة الفاتحة كما يفيده الروايات المصرحة بها، فكانت من جملة ما يجب في كل ركعة، كما أنه يجب فعل ما اقترن بها من الركوع والسجود وغيرهما في كل ركعة.

  وأجيب: بأن هذه الحجة غير صحيحة ولنا في إبطالها طرق:

  أحدها: أن حديث المسيء قد رواه المؤيد بالله # ولم يذكر فيه: «ثم افعل ذلك في صلاتك كلها أو في كل ركعة»، ورواية الأئمة $ مقدمة على غيرهم عند التعارض، ولفظه في شرح التجريد: أخبرنا أبو بكر المقري، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا سليمان بن بلال،


(١) يعني التي فيها: «ثم اقرأ بما تيسر». تمت مؤلف.