مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة
  قال: حدثني شريك بن أبي نمر عن علي بن يحيى عن عمه رفاعة بن رافع أن النبي ÷ كان جالسا في المسجد، فدخل رجل فصلي ورسول الله ÷ ينظر إليه فقال: «إذا قمت في صلاتك فكبر، ثم اقرأ إن كان معك قرآن، وإن لم يكن معك قرآن فاحمد الله وكبر وهلل ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم قم حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وما تنقص من ذلك فإنما تنقص من صلاتك».
  الطريقة الثانية: ما ذكره بعضهم وهو أن قوله: «ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» لا يعود إلى كل ما ذكر في أول الكلام اتفاقا لأن منه تكبيرة الافتتاح، وإذا لم يعد إلى الكل صار مجملاً لتردده بين ما بقي واحتمال عوده إلى كله والمجمل لا يحتج به حتى يبين.
  الطريقة الثالثة: أنه ظاهر في الأفعال إذ هي التي أنكرها منه وقال له: «صل فإنك لم تصل»، وإنما ذكر القراءة زيادة في الإفادة كما ذكر الوضوء، مع أنه لم ينكره عليه.
  قلت وفي إبطال هذه الحجة بهذه الطرق نظر، أما الأولى فلأن زيادة: «ثم افعل ذلك في صلاتك كلها»، وقوله: «في كل ركعة» زيادة من عدل ضابط، فيجب قبولها إذ لا تنافي ما رواه المؤيد بالله حتى ترجح رواية الأئمة إلا لو صرح فيه بما يدل على أن القراءة لا تجب إلا في ركعة واحدة، ولم يصرح في ذلك بل لهم أن يستدلوا بروايته # على قولهم، وذلك بأن يقولوا: إنه وإن لم يصرح فيها