مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1213 - الجزء 2

  للنبي ÷ وتعليمه للصلاة وأوقاتها، وما يقال من أنه إنما سكت عنه⁣(⁣١) لأن الجهر والإسرار كانا معلومين عنده من قبل، فمدفوع بأن ظاهر الحال أن هذا الرجل من جفاة الأعراب الذين لا يعرفون تفاصيل الواجبات، ولذا علمه ما لا تتم الصلاة من دونه وإن كان خارجاً عنها كالوضوء، مع أنه لم ير منه إلا إساءة الصلاة، لكنه قد ظهر له من حاله الجهالة وعدم المعرفة لأحكام الصلاة، فلو كان الجهر والإسرار واجبين لما سكت عن تعليمه.

  ومن حججهم ما مر في حديث أبي قتادة، وما أخرجه النسائي عن البراء قال: كنا نصلي خلف رسول الله ÷ الظهر فنسمع منه الآية بعد الآيات من لقمان والذاريات. واحتج السيد محمد بن الهادي في الروضة: بأن الجهر والمخافتة هيئتان للقراءة فلا يكونان واجبين كهيئتي الركوع والسجود.

  قلت: معناه أنهما إذا كانا هيئة فلا يتناولهما دليل التأسي أعني «أقيموا الصلاة» و «صلوا كما رأيتموني أصلي»، كما لا يتناول هيئة الركوع والسجود؛ ولذا قال الجلال في الجواب على الاستدلال بالحديث: الأمر للندب، وإلا لوجب جميع هيئات صلاته⁣(⁣٢) ولا تقولون به.

  فرع: قال في (البحر): وتفسد الصلاة بترك الجهر والمخافتة حيث يجب، ونسبه إلى الهادي والمرتضى، وابن أبي ليلى.


(١) أي عن المسيء صلاته. تمت مؤلف.

(٢) أي صلاة النبي ÷. تمت مؤلف.