مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السادسة: في التحسين والتقبيح العقليين

صفحة 130 - الجزء 1

  قال الإمام القاسم بن محمد # في الأساس: قال أئمتنا $ وصفوة الشيعة، والمعتزلة، والحنفية، والحنابلة، وبعض الأشعرية.

  قال الشارح: - ولعلهم الغزالي، والرازي، والجويني -: إن العقل يستقل بمعرفة الحسن والقبيح باعتبار كون الشيء متعلقاً للمدح والثواب والذم والعقاب في العاجل فقط، إلا أن العدلية يقولون إن إدراك العقل لهما بهذا الاعتبار بفطرته التي فطره الله عليها ويعلم ذلك بضرورته، ومن عداهم يقولون إنما أدرك ذلك للشهرة بحيث لو خلي العقل وشأنه لما قضى بشيء من ذلك، فالقبح والحسن عندهم بأحد أسباب الشهرة المتقدمة.

  قال الإمام القاسم #: (ويستقل العقل بمعرفة الحسن والقبح باعتبار كون الشيء متعلقاً للمدح عاجلاً والثواب آجلاً، والذم عاجلاً والعقاب آجلاً) وحكى هذا القول عن أئمتنا $ وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم، وأراد بالغير محققي الإمامية. ذكره ابن لقمان في شرحه.

  قال #: (وقال جمهور الأشعرية: لا مجال للعقل في هذين الاعتبارين) وحكى اتفاقهم جميعاً على منع إدراكه للحسن والقبح باعتبار كونه متعلقاً للثواب والعقاب آجلاً، ووافقهم على هذا الحنفية والحنابلة.

  قلت: وفي معنى ما ذكره # ما ذكره ولده علامة المتأخرين