{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  وقال علي #: (ما أنزل الله في القرآن آية إلا أحب أن يعلم العباد منها ما يُعْنَى بها).
  وقال #: (نزل القرآن على أربعة أرباع: ربع حلال، وربع حرام، وربع مواعظ وأمثال، وربع قصص وأخبار). رواه زيد بن علي في المجموع.
  وهذا لا يكون ولا يصح إلا إذا كانت معانيه مفهومة، وأما ما ذكرتموه من إثبات سر الله تعالى فمسلم، لكن فيما لم يرد به خطاب، ولا يجب تبليغه، فأما القرآن فخارج عن ذلك؛ لأن الله خاطبنا به، وأوجب على النبي ÷ تبليغه. ويمكن أن يقال: ما المانع من القول بأنه يكفينا في صحة الخطاب بها أن نعلم أن لها معنى على الجملة وإن لم نعلم تفصيله لعدم التكليف علينا فيها لا علماً ولا عملاً، كما لا نعلم معنى الروح ولا وجه الحكمة في كثير من الأشياء التي وجبت علينا، نحو اختلاف أعداد الركعات، ورمي الجمار، واختلاف أعداد المواشي في وجوب الزكاة، وقد ذكر نحو هذا القاسم بن إبراهيم # في كتاب الرد على ابن المقفع بعد أن ذكر أن لها معان معلومة عند أولي العلم، ثم قال: مع أن لهذه الوجوه في التفاسير ما لو سقط عنا علمها في التنزيل لكان علينا أن نعلم أن لها مخارج عند الحكيم، ووجوهاً صحاحاً في علم التعليم، ولو كان جهلنا بها يزيل صحتها أو يبطل عن الحكيم حكمتها لما ثبت للحكماء حكمة، ولا في علم العلماء معلمة.