{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  قلت: ويدل على ذلك قول علي # في وصف الكتاب: (مفسراً جمله، ومبيناً غوامضه بين مأخوذ ميثاق علمه وموسع على العباد في جهله). رواه في نهج البلاغة.
  وقال #: (ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقده، وبحراً لا يدرك قعره) وفي هذا ونحوه رد على الإمام المهدي # حيث قال: إنه لا يجوز أن يكون لبعض الجمل معنيان يمكن معرفة أحدهما دون الآخر، معللاً ذلك بأن دلالة الألفاظ على معانيها وضعية، فلا معنى للفظ إلا ويمكن معرفته بمعرفة المواضعة؛ لأنه(١) صريح في أن المقصود فهم المعاني التي يحتاج إليها المخاطب ودلالة الألفاظ على معانيها، وإن كانت وضعية فإنه لا يجب معرفة جميعها، وما الدليل على ذلك؟. والله أعلم.
  وقد قال القاسم بن إبراهيم #: إن معاني ظاهر القرآن لا تدرك إلا بمعونة الله تعالى.
  قال #: فكيف بما فيه من الأسرار والخفايا، وما خبأ فيه لأولياء الله من الخبايا، كيف بما في حواميمه من غرائب حكمه، وما في طواسينه من عجائب مكنونه، وما في: ق، وطه، ويس من علم جَمَّ للمتعلمين، وفي كهيعص، والم، والر آيات من أسرار العلوم الخافيات، وما في المرسلات، والنازعات من حزم أنباء جامعات، لا يحيط بعلمها المكنون، إلا كل مخصوص به مأمون، فَسِرُّ
(١) أي كلام علي #. تمت مؤلف.