{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  ما نزل الله سبحانه من الكتاب، فخَفيٌّ على كل مستهزئ لعاب، وأسراره برحمة الله لأوليائه فعلانية، وأموره لهم فظاهرة بادية.
  قلت: ويستدل على هذا بما روي عن علي # أنه قال: (لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب). وقال أبو حيان: هو من المتشابه، وحكاه عن جماعة وهو راجع إلى القول الأول؛ لأن هؤلاء فسروا المتشابه بما استأثر الله بعلمه.
  وأجيب بأن قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}[آل عمران: ٧] يدل على أن له ظاهراً يدل على خلاف ما أريد به، يتبعه الذين في قلوبهم زيغ، اللهم إلا أن يقولوا: إن هذه الفواتح سلم لأهل الزيغ إلى الطعن في القرآن كما فعل ابن المقفع، لكن لو سلمنا أنها من المتشابه فلا نسلم أنه مما استأثر الله بعلمه، بل يعلمه الراسخون في العلم؛ إذ الواو ظاهرة في العطف، والوقف لا يمنعه بدليل صحة الوقف على أوساط الآي إجماعاً، ولا يلزم منه أن يقول تعالى: {آمَنَّا بِهِ}[آل عمران: ٧] لقرينة العقل، وعدم لزوم اشتراك المتعاطفين في جميع الأحكام كما في: {وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً}[الأنباء: ٧٢].
  وتمام الكلام على الآية يأتي في محله إن شاء الله تعالى. وقيل: هي حروف يتألف منها اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه منها، وهذا مروي عن علي # وابن عباس. وقال ابن مسعود: هي اسم الله الأعظم. وقال سعيد بن جبير: هي أسماء الله تعالى مقطعة، لو أحسن الناس تأليفها تعلموا اسم الله الأعظم. وقال أبو العالية: ليس