مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1388 - الجزء 3

  قال: فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها، فقال أمير المؤمنين #: (أما والله لقد كنت أخافها عليه، ثم قال: هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها) فقال له قائل: فما بالك أنت يا أمير المؤمنين، فقال: (ويحك إن لكل أجل وقتاً لا يعدوه، وسبباً لا يتجاوزه، فمهلاً لا تعد لمثلها فإنما نفث الشيطان على لسانك). رواه في (النهج)، و (سلوة العارفين).

  وعن ابن مسعود في قوله: {هُدًى} قال: نور للمتقين.

  قال: هم المؤمنون، وعن ابن عباس في قوله: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢}⁣[البقرة] أي الذين يحذرون من أمر الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء منه، وعنه أنه قال: للمؤمنين الذين يتقون الشرك ويعملون بطاعتي، وقيل لمعاذ: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا الله العبادة.

  وعن أبي الدرداء قال: تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً حجاباً بينه وبين الحرام.

  وعن ابن المبارك قال: قال داود # لابنه سليمان #: يا بني إنما يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء: بحسن توكله على الله فيما نابه، وبحسن رضاه فيما آتاه، وبحسن زهده فيما فاته.

  وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: بلغنا أن رجلاً جاء إلى عيسى # فقال: يا معلم الخير كيف أكون تقياً لله كما ينبغي له؟