مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [صفات المتقين]

صفحة 1396 - الجزء 3

  أحد له بيت في الأنصار إلا قال شعراً فمالك لا تقول؟ قال: وأنا قلت فاسمعوه:

  يريد المرء أن يعطى مناه ... ويأبى الله إلا ما أرادا

  يقول المرء فائدتي وذخري ... وتقوى الله أفضل ما استفادا

تنبيه: [في مفتاح التقوى]

  اعلم: أن مفتاح التقوى مراقبة الله في السر والنجوى، وخشيته في السخط والرضا، والتفكر في سرعة الزوال عن الدنيا، والزهد في ما لا يدوم ولا يبقى.

  وعن عون بن عبد الله قال: فواتح التقوى حسن النية، وخواتمها التوفيق، والعبد فيما بين ذلك بين هلكات وشبهات، ونفس يخطب على سلوها، وعدو مكيد غير غافل ولا عاجز.

  وقال آخر: كيف يرجو مفاتيح التقوى من يؤثر على الآخرة الدنيا. وقال القاسم بن إبراهيم #: واعلموا وَلِيَكُمُ الله أن من أبواب التقوى ومفاتحها، وأقوى ما يقوى به من رشد بإذن الله على قبول نصائحها: حسن الفكر في الدنيا وفنائها، وتقلب سرائها وضرائها، وفي حال جميع من فيها من ملوك الأمم خاصة، ومن دونهم من الخلق جميعاً عامة.

  ثم قال #: وقد ينبغي لمن سلك سبيل مرضاة الله وآثرها وعظمها بما عظمها الله به من رضوانه فوقرها أن يتحفظ من نفسه فيها،