المسألة السادسة [في الإيمان]
  عن أكثر المعتزلة، قال: ومنهم أبو علي، وأبو هاشم وأتباعهما؛ ولفظه: والإيمان في الشرع اسم لجميع الطاعات(١) واجتناب المعاصي. وفي الأساس: إنه الإتيان بالواجبات، واجتناب المقبحات، وحكاه عن أئمتنا $، وجمهور المعتزلة، والشافعي، وبعض الخوارج.
  وعن أبي علي وأبي هاشم: أنه أداء الواجبات، واجتناب الكبائر. ورده الإمام الموفق بالله بأنه لا خلاف بين الأمة أن ركعتي الفجر من جملة الإيمان، والدين، والإسلام وإن كانت نفلاً، فدل على أن الإيمان ما ذكرناه.
  قال #: فإن قيل: لو كان كذلك لوجب أن يصح وصف الرسول ÷ بأنه منتقص الإيمان؛ إذ لم يزد على ما فعله من النوافل، وقد علمنا بالإجماع أنه لا يجوز وصف إيمان الرسول ÷ بالانتقاص قيل له: إنما لم يوصف به لأنه يوهم الخطأ، وإلا فمن جهة اللغة إذا أريد به أنه # لم يفعل أزيد من ما قد فعل من النوافل فإنه صحيح، كما لا يوصف بأنه منتقص الطاعة، وإن كانت الزيادة في النوافل طاعة، تجنباً عن الإيهام، وتحرزا عنه.
  قلت: قال الناصر التعليل: وجدت القرآن يدل على زيادة الإيمان، ولم أجده يدل على النقصان؛ لأن الإيمان عنده #: أن يؤمن الإنسان نفسه من سخط الله ووعيده، ويوجب لها رضوانه، وما وعد من النعيم في الجنة وتخليده، بفعل جميع ما أمر الله، واجتناب كل ما زجر ونهى عنه.
(١) ولو نفلاً تمت مؤلف.