{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  قال #: وقد وصف الحكيم في كتابه المبين أن الإيمان يزيد، ولم يصف أنه ينقص، فقال: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ...} الآية [التوبة: ١٢٤].
  فَأَعْلَمَ جل ذكره أن المؤمَّن لنفسه من سخطه ووعيده من عباده بفعله طاعاته إذا أنزلت سورة ازداد بفعل ما فرض الله فيها وأحدثه من فرض عليه، وإقرار به إيماناً لنفسه من سخطه وعذابه، وأن مريض القلب المصر على معاصيه يزداد رجساً على رجسه.
  قال #: فنحن نقول: الإيمان يزيد ولا ينقص؛ إذ لم يصف الحكيم # أنه ينقص، ولا يجوز أن يقال: إنه ينقص إلا عندما يرتكب معصية الله سبحانه تسخطه عليه، وتوجب وعيده له، وهذه حال قد أعلمنا الله فيها أن عمل عبده يبطل كله ويحبط، فليس لذكر البعض معنى مع بطلان الكل. وكلامه # يدل على أنه لا يوصف إيمان النبي ÷ بالنقص، وأنه ليس المانع من ذلك إيهام الخطأ كما ذكره الموفق بالله #.
  وقال القاسم بن إبراهيم #: والمؤمنون فمن أمن من الكفر وكبائر العصيان، وأعمالُ الموقنين من البر فدليل على إيقانهم، وترك المؤمنين الكبائر والعصيان فحقيقة إيمانهم.
  واعلم أن الذي يتحصل من كلام أئمة العترة $ ومن وافقهم من المعتزلة أن من أتى بالواجبات، واجتنب الكبائر فهو مؤمن مستحق للثواب، ناج من العقاب؛ واقتضاء عبارات بعضهم عدم