مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1415 - الجزء 3

  وقال بشر بن عتاب⁣(⁣١) المرَّيسيّ، وأبو الحسن الأشعري: الإيمان التصديق بالقلب واللسان معاً حكاه عنهما الرازي.

  قال: والمراد من التصديق بالقلب الكلام القائم بالنفس، وهو باطل لما تقدم من أن من ارتكب الكبائر، وأخل بالواجبات، وصدق بقوله وقلبه لم يوصف بأنه مؤمن دَيّن كامل الدين، كما لا يوصف بأنه صالح عفيف زاهد، وبهذا يجاب على من قال: إنه إقرار باللسان، وإخلاص بالقلب.

  وقال جهم بن صفوان: بل هو عبارة عن معرفة الله بالقلب حتى أن من عرف الله بقلبه ثم جحد بلسانه ومات قبل أن يُقرَّ بِهِ فهو مؤمن كامل الإيمان، والمراد بالمعرفة العلم.

  قال الرازي: أما معرفة الكتب، والرسل، واليوم الآخر فقد زعم أنها غير داخلة في حد الإيمان. وحكى الكعبي عنه أن الإيمان معرفة الله مع معرفة كل ما علم بالضرورة كونه من دين محمد ÷. وحكى الإمام المهدي # عن جهم، وبشر المريسي: أن الإيمان المعرفة بالله ورسوله، وصدقه فيما جاء به، وإن لم يعمل بما كلف لم يخرج عن الإيمان. وحجتهم أن الإيمان هو التصديق، وليس المراد التصديق باللسان، بل معرفة صدق المخبر واعتقاده على جهة القطع؛ إذ لو


(١) قال في حواشي مقدمة البحر ص ٣٤: (بشر بن غياث المريسي هو بشر بن غياث بن أبي كريمة المعتزلي، وكان مناظراً للشافعي، وقد وضحه القاضي أحمد الجنداري في تراجم الأزهار بهذا الاسم بشر بن غياث المريسي، وغياث بالغين المعجمة وآخره ثاء مثلثة، قال: ومريسة بشد ثانية مثل سكينة قرية ينسب إليها المترجم، وضبطه في المقدمة باسم بشر بن عتاب - بالعين المهملة - وتشديد التاء الفوقانية، وآخره باء موحدة، والله أعلم). انتهى.