{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  الأفعال، وقيل: إنها من صلي الفرسِ، وهو عظم في وركه، وقيل: المصلي: الفرس الذي يتلو صاحبه، فلما كان بعض المصلين يلي بعضاً شبه به، وكذلك الصوم هو الإمساك في الأصل، والآن فإنه إمساك مخصوص بينهما هذه المشابهة إلى ما شاكل هذه الألفاظ، فلا يكون ذلك خروجاً عن لغتهم ولسانهم.
  قال الإمام (الموفق) بالله #: ولذلك قال المحصلون من أصحابنا: لا يجوز أن يكون لفظ شرعي إلا وبينه وبين ما هو موضوع له في الأصل مناسبة.
  قالوا: لو نقل لاشتهر وتواتر؛ إذ هو مما تتوفر الدواعي إلى نقله.
  قلنا: قد بينا شهرته وتواتره بما لا مزيد عليه وأنتم لا تنكرون هذا، بل قد صرح الرازي بأن عرف الشرع استقر على أن الإيمان تصديق مخصوص، وبهذا أجبتم على من ألزمكم أنه لو كان الإيمان هو التصديق فقط للزم أن يوصف به كل مصدق لأمر من الأمور حتى بالجبت والطاغوت، ومن هاهنا قال الإمام المهدي: إن هذا رجوع من الرازي إلى مذهب المعتزلة؛ لأنه قد صرح بأن الشرع الذي قصر هذا الاسم على التصديق المخصوص، وهذا عين مذهبنا وحينئذ صار النقل مجمعاً عليه والحمد لله.
  قالوا: المعدى بالباء باق على الأصل اتفاقاً فوجب في غير المعدى أن يكون كذلك.