{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، واجتناب الظلم» فلم يزد ÷ على هذا، وهو في مقام التعليم وبيان الواجب.
  وروي أن رجلاً قام إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين، كيف كان ربنا؟ فقال: (كيف لم يكن وربنا لم يزل تبارك وتعالى، وإنما يقال لشيء لم يكن كيف كان، فأما ربنا فهو قبل القبل، وقبل كل غاية، انقطعت الغايات عنده، فهو غاية كل غاية)، فقال: كيف عرفته؟ فقال: (أعرفه بما عرف به نفسه {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص] لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، متدان في علوه، عال في دنوه: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة: ٧] قريب غير ملتصق، وبعيد غير متقصٍ، يعرف بالعلامات، ويثبت بالآيات، يوحد ولا يبعض، ويحقق ولا يمثل، لا إله إلا هو الكبير المتعال).
  وروي أنه قام إليه # رجل وهو في جامع الكوفة فقال: يا أمير المؤمنين، انعته لنا حتى كأنا نراه، وننظر إليه، فسبح # ربه ø وعظمه، وقال: (الحمد لله الذي هو أول، ولا بُدِئ من ما، ولا ممازج مع ما، ولا حال بما ليس بشبح فيرى، ولا بجسم فيتجزئ، ولا بذي غاية فيتناهى، ولا بمحدث فيتصرف، ولا بمستتر فيتكشف، ولا كان بعد أن لم يكن، بل حارت الأوهام أن تكيف المكيف للأشياء، من لم يزل لا بمكان، ولا يزول لاختلاف الأزمان، ولا يغلبه شأن بعد شأن، البعيد من تخييل القلوب، المتعالي عن الأشباه والضروب، علام الغيوب، فمعاني الخلق عنه منفية،