مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [في الكفر]

صفحة 1478 - الجزء 3

  شبيه بخلقه كان بذلك كافر تصريح لتكذيبه للنبي ÷ حيث أثبت ما نفاه، لكنه قال: إن الله تعالى ذو أعضاء وجوارح، ويزعم أن هذا ليس من التشبيه الذي جاء الرسول الله ÷ بنفيه، وأن الرسول ÷ إنما حرم تشبيه الله تعالى بعباده بصفات النقص والحدوث، وتوابعه، كالموت، والتألم، ونحوها، وذلك لشبه وهي الظواهر التي في القرآن والسنة، فهذا كافر تأويل؛ لأنه لم يثبت الله تعالى من الوصف عين⁣(⁣١) ما جاء الرسول ÷ بنفيه، فيكون مكذباً، وإنما أثبت مثل ما نفاه ÷، وزعم أنه غير مثل له، وكذلك قول المجبرة: إن الله تعالى فاعل الظلم، والكذب، والعبث، فإن المعلوم ضرورة من دين محمد ÷ أنه لا يجوز وصف الله تعالى بأنه ظالم، أو كاذب، وأن من وصفه بذلك أو اعتقدوه فيه فقد كفر، وهؤلاء لم يصفوه بذلك، ولا اعتقدوه فيه، لكنهم وصفوه واعتقدوا فيه ما هو مثله من كونه فاعل الظلم والكذب والعبث، وقالوا: ليس وصفه بأنه فاعل لذلك كوصفه بأنه ظالم ونحوه لشبهة اقتضت عندهم اختلاف الوصفين، وامتناع مماثلتهما.

  القسمة الثانية: إلى مجمع عليه، ومختلف فيه، أما المجمع عليه: فهو كل كفر صريح فعل تمرداً أو عناداً. مع معرفة الحق، فهذا لا خلاف بين المسلمين في كفر صاحبه، وتأبيد عقابه، وأنه مستحق أعظم أنواع العقاب.

  وأما المختلف فيه فنوعان: كفر تصريح، وكفر تأويل.

  أما كفر التصريح، فهو ما كان منه واقعاً لا على جهة التمرد


(١) أي ذات. تمت مؤلف.