قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}
  وعن يحيى بن أبي عطاء البزار أنه سمع الحسن بن يحيى يقول: ليس بمخلوق يعني القرآن، وقال الحسن أيضاً: وهو قول محمد، وسئلا عمن يقول القرآن مخلوق أو غير مخلوق، فقال: القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله، نقول في ذلك ما قال الله، ولا نتعدى ذلك إلى غيره {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الأنعام: ١٠٢] الأول قبل كل شيء، والباقي بعد كل شيء ووارثه، وكلما كان دون الله فهو مخلوق.
  قلت: كلام الحسن هذا يدل على أنه يصح أن يقال: القرآن من جملة مخلوقات الله تعالى، ولا يقال القرآن مخلوق بهذا الإطلاق. والله أعلم.
  وقالت الحشوية: بل القرآن قديم وهو هذا الذي نقرؤه في المصاحف، ونتلوه في المحاريب. وقالت الأشعرية والكرامية: أما هذا المتلو فيما بيننا المركب من الأصوات والحروف فهو محدث، وإنما القديم الكلام النفساني القائم بذات القديم تعالى.
  وقالت المطرفية: إن هذا القرآن لا يوصف بقدم ولا حدوث، وقالوا: إنا لا نسمع القرآن وإنما نسمع القارئ. وقال بعضهم: ليس القرآن بحروف وإنما هو معنى في النفس.
  وقالوا: لم يفارق قلب الملك، وقالوا: هذا القرآن إنما هو حكاية عنه ودليل عليه. فهذه خلاصة ما عثرنا عليه من أقوال الناس في حدوث القرآن وعدمه، وقد أتى كل فريق بحجج وشبه على دعواه، ونحن بعون الله تعالى نذكر في هذا الموضع ما سنح؛ ليتبين الحق من الباطل، والمستقيم من المائل، فنقول: قال الأولون: أما الذي يدل