قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}
  قال الهادي #: وكذلك خلق القرآن إذ جعله قرآناً كما جعل الشمس ضياء والقمر نوراً بأنه خلقهما، وأيضاً قد أخبر تعالى أنه محدث، وإذا كان محدثاً فالله أحدثه، وهو مخلوق والله خلقه، وقد سماه الله روحاً، وسمى عيسى # روحا.
  قال في آدم: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}[الحجر: ٢٩] وفي مريم: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}[التحريم: ١٢].
  قال الهادي #: فأخبر أن القرآن كلامه، وروح من أمره، وأن عيسى كلمته، وروح منه، وأنه نفخ في آدم من روحه، وكذلك في مريم، ثم أجمل ذلك كله فقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}[آل عمران: ٥٩] فأخبر أن معنى الكلمة والروح خلق من خلقه، وتدبير أمره. وأما السنة فقول النبي ÷: «ما خلق الله من سماء ولا أرض، ولا سهل ولا جبل أعظم من سورة البقرة، وأعظم ما فيها آية الكرسي».
  وقال ÷: «كان الله ولا شيء ثم خلق الذكر».
  وروى أنس عن عمر بن الخطاب أنه قال: (اقرأوا القرآن ما ائتلفتم فإذا اختلفتم فكلوه إلى خالقه).
  قال الأمير الحسين #: ولأن هذا القرآن لا يخلو إما أن يكون خالقاً أولا، بل هو مخلوق، وهذه قسمة صحيحة لترددها بين النفي والإثبات، ومعلوم أنه ليس بخالق، فلم يبق إلا أنه مخلوق، ومن قال: بأنه مخلوق بمعنى مكذوب فهو كافر برب العالمين،