قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}
  وحجة أهل القول الثاني أما على حدوثه فلما تقدم، وأما على أنه لا يوصف بأنه مخلوق وإن كان معنى الخلق حاصلاً فيه فلإيهامه أنه مكذوب؛ لأن الخلق قد استعمل في اللغة بمعنى الكذب نحو: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}[العنكبوت: ١٧] ونحو: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ٧}[ص].
  وقال تعالى حاكياً: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ١٣٧}[الشعراء] ويقال: قصيدة مخلوقة ومختلقة إذا كانت مشتملة على أكاذيب وأباطيل، ولأنه يوهم جواز الموت عليه كما في سائر المخلوقات وذلك محال، ولأن هذا اسم مبتدع، وقد سمى الله القرآن بأسماء، ووصفه بأوصاف لم يكن هذا منها، ومن سماه باسم لم يسمه الله به فلا يبعد أن يتناوله قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}[النجم: ٢٣].
  قال في (الجامع الكافي) بإسناده عن الحسين بن الحكم بن مسلم أن القاسم كتب إلى عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن يسأله عن القرآن، فكتب إليه عبد الله: نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة، يشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، فانته بنفسك والمختلفون في القرآن إلى أسمائه التي سماه الله بها تكن في المهتدين، فلا تسم القرآن بأسماء من عندك فتكون من الذين يلحدون في أسمائه، سيجزون ما كانوا يعملون. وفيه: قال محمد: قال لي القاسم: يقال للذين يقولون: القرآن مخلوق: أليس قد علم الله أنه مخلوق؟ وإذا قال: نعم، قيل له: أليس قد علم الله أنه مخلوق، واجتزأ من الخليقة أن قال لهم: مجعول؟