مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}

صفحة 1507 - الجزء 3

  والنواهي لصح وصفها بأنها مخلوقة، كما يصح وصفها بأنها مصنوعة ومنحولة، أن الوصف بالصدق والكذب لا يتعلق بالإنشاء. وأما أنه يوهم جواز الموت عليه.

  فالجواب: أنه لا يجب في كل مخلوق أن يموت، بل فيها ما يستحيل موته كالجمادات. وأما أنه اسم مبتدع، فغير مسلم، بل قد قام الدليل على جوازه من وجوه كما تقدم:

  أحدها: عموم قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}⁣[الزمر: ٦٢].

  والثاني: إطلاق كونه منزلاً محدثاً مجعولاً، ولا فرق بين المجعول والمخلوق.

  والثالث: ما تقدم من الحديث والأثر، ولم يرد ما يمنع منه. وأما الآيات التي أوردها الحسن بن يحيى # فهي حجة لنا، كما قرره الهادي # من عدم الفرق بين المجعول، والمحدث، والمخلوق. وأما الحديث فمعارض بما مر، ثم إنه مؤول ومحمول على من قال: إنه مخلوق يعني مكذوب، وهذا صحيح.

  احتج أهل القول الثالث وهم الحشوية بوجهين:

  أحدهما: أن لكل واحد من هذه الحروف ماهية مخصوصة باعتبارها تمتاز عما سواها، والماهيات لا تقبل الزوال والعدم، فيجب أن تكون قديمة.

  قلنا: فيلزمكم قدم جميع الماهيات، وهو معلوم البطلان.

  الثاني: أنه قد ثبت أن القرآن كلام الله، والكلام صفة كمال فلو لم