مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}

صفحة 1745 - الجزء 3

  من حديث عائشة، وقال محمد عكسه، وذكر علي بن المديني أنه لم يثبت واحد منهما، وقال أيضاً: لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه، وإنما سمعه من الأعمش، ولم يسمعه الأعمش من أبي صالح بيقين؛ لأنه يقول فيه: نبئت عن أبي صالح، وكذا قال البيهقي في المعرفة، وقال الدار قطني في العلل: رواه سليمان، وروح بن القاسم، ومحمد بن جعفر، وغيرهم عن سهيل، عن الأعمش. قال: وقال أبو بدر: عن الأعمش: حدثت عن أبي صالح، وقال ابن الفضيل: عنه عن أبي صالح، وقال الثوري: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح، وقال في النيل: وصحح حديث أبي هريرة وعائشة جميعاً ابن حبان، قال: وقد سمع أبو صالح هذين الخبرين من عائشة، وأبي هريرة جميعاً.

  قلت: الحديث له شواهد في كتب الأئمة وغيرهم، ففي شرح التجريد عنه ÷: «الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن» وهو في أصول الأحكام، وذكره في الاعتصام. وفي الجامع الكافي: بلغنا عن النبي ÷ أنه قال: «اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين» وفي الشفاء: عن النبي ÷ أنه قال: «الأئمة ضمناء، والمؤذنون أمناء، فأرشد اللهم الأئمة، واغفر للمؤذنين». قال في نيل الأوطار: وفي الباب عن ابن عمر أخرجه أبو العباس السراح، وصححه الضياء في المختارة، وعن أبي أمامة عن أحمد، وعن جابر عند ابن الجوزي في العلل. والحديث يدل على اشتراط عدالة المؤذن من حيث وصفه بكونه مؤتمناً، ومن حيث الدعاء له بالمغفرة.