مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [في الفرق بين المعاند من غيره]

صفحة 1754 - الجزء 3

  عن القوسي، قال: سألت القاسم # عن الخديعة، والكذب في الحرب، فقال: لا خير في الخديعة والكذب على كل حال، وكذلك ذكر عن علي # أنه كان يقول: يماكرني معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وأبو الأعور السلمي، أما والله لولا أني سمعت رسول الله ÷ يقول: «المكر والخديعة في النار لكنت أعلم بالمكر والخديعة منهم» والحديث أخرجه البيهقي في الشعب من حديث قيس بن سعد بن عبادة، قال العزيزي عن شيخه: حديث صحيح، وأخرجه أبو داود في مراسيله عن الحسن مرسلاً بلفظ: «المكر والخديعة والخيانة في النار» قال العزيزي: أي تدخل صاحبها النار وعن النبي ÷ أنه قال: «من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار» أخرجه الطبراني في الكبير، وأبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود. وفي تفسير القرطبي: وَخَرَّج الطبراني في كتاب آداب النفوس: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا المحاربي، عن عمرو بن عامر البجلي، عن ابن صدقة، عن رجل من أصحاب النبي ÷ أو من حدثه قال: قال رسول الله ÷: «لا تخادع الله فإنه من يخادع الله يخدعه الله ونفسه يخدع لو يشعر»، قالوا: يا رسول الله وكيف نخادع الله؟ قال: «تعمل بما أمرك الله وتطلب به غيره، واتقوا الرياء فإنه الشرك، وإن المرائي يدعى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد بأربعة أسماء ينسب إليها: يا كافر، يا خاسر، يا غادر، يا فاجر ضل عملك، وبطل أجرك، فلا خلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع» أبو كريب قد مر ذكره وتوثيقه في الفاتحة.