مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون 9}

صفحة 1766 - الجزء 3

  الوجه الثالث: ماروي عن النبي ÷ من الأخبار الصريحة في تحريم الحيل، بعضها عامة، وبعضها في جزئيات متعددة، يحصل من مجموعها العلم بتحريم الحيل التي يتوصل بها إلى استباحة ما حرم الله ورسوله، فمن ذلك ما روي من لعن المحلل والمحلل له، وسيأتي بطرقه مستوفى إن شاء الله.

  وروى الحاكم في السفينة عن النبي ÷ قال: «أكلة الربا يبعثون يوم القيامة على صورة الكلاب، وعلى صورة الخنازير؛ لأجل حيلتهم في الربا كما مسخ قوم داود # حين أخذوا الحيتان بالحيلة» وكذلك روي عن النبي ÷ أنه نهى عن أكل الربا بالحيلة. وفي أعلام الموقعين عنه ÷: «لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فاستحلوا محارم الله بالحيل». وفي أمالي أبي طالب #: أخبرنا أبي، أنا عبد الله بن أحمد، أنا أبي، ثنا محمد بن منصور، حدثنا عبد الله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن الصادق، عن أبيه، عن جده، عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «قراءة القران في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة، وقراءة القرآن في غير صلاة أفضل من ذكر الله، وذكر الله أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جنة من النار» ثم قال: «لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة».

  أما والد الإمام أبي طالب فهو: السيد الحسين بن هارون البطحاني، روى عن الناصر، وكان من عيون أصحابه، وروى عن حمزة بن القاسم العلوي، والعقيقي وطائفة.