تفسير قوله تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين 16}
  الوجه الثالث: ماروي عن النبي ÷ في بعض معاملاته وبيوعه، مما يدل على عدم اعتبار اللفظين الماضيين كما في حديث الحلس والقدح، وذلك ما رواه أنس أن رجلاً أصابه جهد شديد هو وأهل بيته، فأتى رسول الله ÷ فذكر له ذلك، فقال: ما عندي شيء، فقال: «فاذهب فأتني بما عندك» فذهب وجاء بحلس وقدح، فقال: يا رسول الله هذا الحلس والقدح، فقال: «من يشتري هذا الحلس والقدح» فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، فقال: «من يزيد على درهم» فسكت القوم، فقال: «من يزيد على درهم» فقال رجل: أنا، فقال: آخذهما بدرهمين فقال: «هما لك» الخبر رواه في الشفاء، والحديث أخرجه أبو داود، وأحمد بلفظ أن النبي ÷ نادى على حلس وقدح لبعض أصحابه، فقال رجل: هما علي بدرهم، ثم قال الآخر: هما علي بدرهمين، وعنه ÷ أنه اشترى سراويل فقال لوزان الثمن: «زن وأرجح» ولم يزد على ذلك في الدلالة على الرضا والقبول. رواه في أصول الأحكام، والشفاء.
  وفي العلوم: حدثنا محمد، قال: نا محمد، عن وكيع، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن سويد، قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزاً من هجر، فجاءنا رسول الله ÷ فساومنا بسراويل وعندنا وزان يزن بالأجر، فقال رسول الله ÷: «زن وأرجح» أما محمد الراوي، عن وكيع فيحتمل أنه محمد بن إسماعيل بن البحتري؛ لأنه قد ذكر في الجداول روايته عن وكيع، وأَخْذَ المرادي عنه، ويحتمل أنه محمد بن إسماعيل الأحمسي، شيخ محمد بن منصور المرادي، وكلاهما ثقتان.