تفسير قوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير 20}
  وقال الإمام عز الدين #: ولعمري إن إثبات ذوات في العدم لها صفة، وأحكام، وتتعلق بها بعض المتعلقات، مما لا ينبغي أن يكون معقولاً، وإنه أبعد في التعقل من الطبع، والكسب، ونحوهما.
  قلت: وقد أوضح المسألة وبين ما في قول هؤلاء من الشناعة والخطر السيد حميدان | في مواضع من مجموعه، ولنتبرك بذكر نبذة من كلامه #، فنقول: ذكر | أن مذهب العترة $ أن معنى كون الباري سبحانه وتعالى مؤثراً في العالم، وهو كونه خالقاً لذواته وصفاته التي علم سبحانه وتعالى فيما لم يزل أنه سيجعلها أشياء بعد أن لم تكن، وأن كونها أشياء. وموجودة، ليس بأمر زائد على ذواتها.
  قال: ومذهب بعض المعتزلة أن معنى كونه تعالى مؤثراً في العالم هو أنه أو جد ذواته المعدومة الثابتة فيما لم يزل، وأخرجها من حالة العدم إلى حالة الوجود الذي هو مؤثر فيه، وليس هو له بمعلوم فيما لم يزل؛ لكونه بزعمهم صفة، والصفة ليست بشيء يتعلق به علمه سبحانه وتعالى فيما لم يزل.
  قال #: والذي يدل على صحة مذهب العترة $ وبطلان مذهب المعتزلة هو أن قولهم: إن الله تعالى مؤثر في الصفة التي هي عندهم لا شيء، ولا لا شيء، قول مجهول غير معقول؛ لأن الصفة التي قالوا: هي لا شيء ولا لا شيء غير معقولة، ولا معلومة، بإجماعهم، وكلما لم يعقل فالتأثير فيه لا يعقل.