المسألة الرابعة [في أن المعدوم شيء]
  من نفى الذوات في حال العدم؛ لأن مراده أن المعدوم شيء من جهة اللغة، ولا خلاف في ذلك، ولم يرد أنه ذات يصح العلم به على انفراده.
فائدة
  قال الإمام عز الدين: ذهب جمهور المثبتين للذوات في العدم إلى أن الصفات الذاتية تثبت لها في حال عدمها، وقال أبو إسحاق ابن عياش مع اعترافه بأنها أشياء وذوات: لا تستحق في حال عدمها شيئاً من الصفات.
فائدة [في ذكر ما يجوز إطلاق شيءٍ عليه]
  فيما يجوز إطلاقه على الشيء في حال عدمه عند القائلين بأن المعدوم شيء؛ فمن ذلك: جوهر، ولون، وطعم، ورائحة، وتأليف، وكون، وغير ذلك من أسماء الأجناس التي لا تدل على الوجود، وإنما تفيد إبانة نوع من نوع، فإن قولنا: جوهر لا يفيد إلا أنه شيء متحيز عند الوجود، ولون لا يفيد إلا أنه شيء يكون هيئة لمحله عند وجوده، كون لا يفيد إلا أنه شيء يوجب كون محله في جهة عند وجوده، وكذلك سائرها. فأما ما كان يدل على الوجود فإنه لا يجوز إجراؤه، سواء دل عليه لفظاً ومعنى كموجود، أو معنى فقط كمحدث، وقديم، وباق، ومعاد، فإن هذه تفيد الوجود مع وجه زائد، فمحدث يفيد الوجود بعد عدم، وقديم يفيده في الأزل،