مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [في تسمية الباري تعالى شيئا]

صفحة 1897 - الجزء 3

  هذا اللفظ على الباري تعالى، فمنعه جهم والباطنية، وأجازه الجمهور.

  الجهة الثانية: اختلف في جواز إطلاقه على غير الباري تعالى، فمنعه الشيخ أبو محمد الناشي⁣(⁣١) من العدلية، وقال: لا يسمى شيئاً إلا الله تعالى، وأما غيره فيسمى مُشَيَّئاً بصيغة اسم المفعول⁣(⁣٢). وأجازه الأكثر.

  الجهة الثالثة: اختلف من أجاز إطلاقه على الباري تعالى في تقييده وإطلاقه، فقال القاسم. والهادي: لا يجري عليه تعالى إلا مع تقييده بما يفيد المدح.

  قال القاسم: إني إذا سميته شيئاً ذكرته بكلام آخر أَصِلُهُ به، فيكون مديحاً، كقولنا: شيء واحد كريم، والله شيء واحد عزيز، والله شيء لا كالأشياء.

  وقال الهادي في جواب السؤال عن الله أهو شيء؟ فقال: نقول: إن ربنا جل وتقدس إلهنا شيء لا كالأشياء. وظاهر كلام الأكثر أنه يجوز من غير قيد، كما تفيده عبارة الإمام المهدي في القلائد وشرحها.

  الجهة الرابعة: اختلف المجوزون في دليل الجواز، هل عقلي أم سمعي؟ فقال أبو هاشم، وهو ظاهر كلام الإمام المهدي: دليله العقل، والسمع، وهو المأخوذ من كلام القاسم والهادي. وقال أبو علي، وأبو عبد الله البصري: بل السمع فقط. وفائدة الخلاف أن دليله إذا كان عقلياً فلا يحتاج إلى الإذن في تسمية الباري تعالى،


(١) بنون ثم شين معجمة، وأظن أن اسمه عبد بن محمد. تمت مؤلف.

(٢) أي بضم الميم وفتح الشين وتشديد الياء المثناة من تحت. تمت مؤلف.