مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من

صفحة 2022 - الجزء 4

  رسول الله ÷ فقال: «خرجت من⁣(⁣١) خليلي جبريل آنفاً فقال: يا محمد، والذي بعثني بالحق إن الله عبداً من عباده عبَد الله خمسمائة سنة على رأس جبل عرضه وطوله ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، فأخرج الله له عيناً عذباً بعرض الأصبع كذا ينبض بماء عذب فيستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج له في كل ليلة رمانة، فيصوم يومه فإذا أمسى نزل فأصاب في الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها، ثم قام لصلاتة فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجداً، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء عليه سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد، ففعل، فقال: نحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا صعدنا فنجده في العلم⁣(⁣٢) يبعث يوم القيامة فيقف بين يدي الله فيقول له الرب: ادخل عبدي الجنة برحمتي. فيقول: بل بعملي، فيقول الله للملائكة: قايسوا عمل عبدي بنعمتي عليه فيؤخذ عليه نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمائة عام وبقية نعمة الجسد فضلاً عليه ...» الخبر بطوله.

  الوجه الخامس: ما رواه في الجواب المختار، وشرح الأساس عن علي # أنه قال: (ولكنه جعل حقه على العباد أن يطيعوه، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضلاً منه وتوسعاً بما هو من المزيد أهله) وهو في النهج، وفي شرح الأساس، والجواب المختار عنه # أنه قال: (وتا الله لو انماثت قلوبكم انمياثاً، وسالت عيونكم من رغبة


(١) هكذا في الأصل.

(٢) العلم الجبل تمت مؤلف.