المسألة السابعة [وجوب النظر]
  والثانية: على ترك النظر، وكل واحدة من المعصيتين كبيرة، وقال في المنهاج: يقال لأهل التقليد هل يجب شكر المنعم فلا بد من قولهم بلي، فيقال: وكيف يجب شكر من لا نعرفه ويقال له هوم أيضاً: هل يجب الاعتراف بالنبوات والشرائع، وهل تجب العبادات فلا بد من قولهم بلى، فيقال: إذا لم يعرف المعبود فكيف يعرف وجوب العبادات ونبوة الأنبياء.
[القائلين بجواز التقليد في أصول الدين]
  احتج القائلون بالتقليد مطلقا(١) بوجوه:
  أحدها: أن النبي ÷ لم يكن يدع الناس إلا إلى الإقرار بالشهادة ولم يأمرهم بطلب دقائق علم الكلام، ولم يقاتلهم إلا عليها، بدليل ما رواه المرشد بالله في أماليه قال: أخبرنا ابن عبد الرحيم، قال: أنا ابن حبان، أنا ابن أبو بكر الهاشمي، ثنا منجاب، عن شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر رفعه: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت عليَّ دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)(٢) وفيه أخبرنا ابن ريدة، أنا الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا محمد المقدمي، ثنا فضيل، عن أبي مالك، عن الأشجعي، عن أبيه أنه سمع رسول الله ÷ يقول: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم الله ماله ودمه وحسابه على الله» وفي أمالي أبي طالب: أخبرنا أبو محمد القاضي، أنا علي بن الحسن،
(١) أي سواء كان المقلد من أهل الغفلة أم لا. وسواء كان المقلُد بالفتح محقاً أم لا. تمت مؤلف.
(٢) أمالي المرشد بالله الجزء الأول صفحة ٢٣.