مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من

صفحة 2145 - الجزء 4

  ونهيهم عنه، من ذلك قول زين العابدين #: أسماؤه تعبير ... إلى آخره، ونحوه للقاسم وغيره من أئمة العترة $، وقد مرَّ في المسألة السابعة من مسائل قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}⁣[البقرة: ٣] وقال مالك: إياكم والبدع، قيل: وما البدع يا أبا عبد الله؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون، وسئل سفيان ابن عيينة عن البدعة، فقال: اتبع السنة ودع البدعة، وقال الشافعي: لأن يبتلي الله العبد بكل ذنب سوى الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام، وقال: لو أوصى رجل بكتبه العلمية لآخر، وكان فيها كتب الكلام لم تدخل تلك الكتب في الوصية، وقال بعض العلماء: لو أوصى للعلماء لم يدخل المتكلم فيه.

  الوجه الخامس: ذكره التعليمية وهو أن النظر لا معنى له، ولا فائدة فيه، فوجب أن يكون بدعة محرمة؛ لأن الاشتغال بما لا فائدة فيه يكون عبثاً؛ واحتجوا على عدم الفائدة بأن العقل لا يدرك إلا الضروريات، ومعرفة الله ليست ضرورية، بل استدلالية، والاستدلاليات يدركها الإمام والشيخ لأنهما يعلمان بالكشف ما يناسب حروف القرآن وغيره من المغيبات ضرورة، ثم يعلمانه الناس. والجواب من وجهين: جملي، وتفصيلي.

  أما الجملي فنقول: قولهم: إن النظر بدعة باطل؛ لما نعلمه ضرورة من فزع العقلاء إليه عند التباس الأمور، وما ذاك إلا لحكم العقل بحسنه،