مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة عشرة [في نفي الشريك لله تعالى]

صفحة 2215 - الجزء 4

  بما دل عليه القرآن من صفته ...) وقد تقدم نحوه من رواية النهج، والجامع الكافي.

  قال السيد محمد بن عز الدين المفتي بعد أن ذكر كلام الناس في الصفات: وعندي في ذلك الوقف، وهو ترك الخوض في تفصيل تلك الصفات، وحقائق تلك المسميات؛ لما ورد من النهي عن التفكر في الذات بالنص، قال رسول الله ÷ كما رواه المتكلمون: «تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنكم لن تقدروا قدره» وهذا يعم التفكر في ذاته وصفاته، سواء جعلت تعبيراً أو غير ذلك على وجه التعمق وإدراك الكنه، ثم احتج من كلام الوصي # بما قد ذكرنا كله أو بعضه في مواضع من كتابنا هذا، مما يدل على أن صفات الله تعالى لا تدرك، كما لا تدرك ذاته، وأنه يكتفى بما دل عليه القرآن، أوثبت في السنة، أو أجمع عليه أئمة الهدى من الصفات، ومن النهي عن تكلف فهم ما ليس علينا فيه تكليف، وهذا كله هو معنى القول بالإمساك عن الخوض في تفاصيل تلك الصفات. وقال⁣(⁣١) أيضاً: وقد نفاها - يعني الصفات - قوم فعطلوا، وأثبتها آخرون فجسموا، وخرجوا إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل سلوك الطريقة الوسطى، فدين الله بين المقصر والغالي.

  والكلام في الصفة فرع إلى الكلام في الذات، فإذا كان المعلوم أن إثباته تعالى إثبات وجود لا إثبات كيفية، وكذلك إثبات صفاته


(١) أي: السيد المفتي ... تمت مؤلف.